أتمنى أن تكون هذه المدونة شيئا من مرجعية من يريد اتقان مهارات الحوار

لذا فى حال وجود انتقاد أو اضافة أو تعليق أو اقتراح، او مشاركة او مقال يتعلق بالموضوع برجاء مراسلتنا لتطوير المدونة

الجمعة، 4 أبريل 2008

مهارات تتعلق بإيصال رسالة الحوار 4-4

4- مهارات عرض الرأى

1- عدم احتكار الحقيقة والصحة
بالتأكيد عند دخولك فى نقاش حول فكرة ما أو موضوع ما وأنت لديك رأى مسبق فى هذا الموضوع، فإنك غالبا ما ستكون مقتنعا به ومؤمنا به تمام الإيمان ، كونك قد بنيته بعد تفكير وبحث. لذا فمن الطبيعى أن تعتبره هو الرأي الصحيح والحقيقى.ولكن حتى ان كنت وصلت لهذه الدرجة من الإيمان بفكرتك حتى وإن كانت فكرة تصل لدرجة العقيدة، فينبغى أن لا يكون حوارك مع المخالف فيه استخدام لكلمات الجزم والحسم والقطع بأن فكرتك هى الفكرة الصحيح وماعداها خطأ أو باطل.انظر لهذه المهارة فى القرآن الكريم، يقول الله عز وجل فى القرآن الكريم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:(... وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون.) سورة سبأ الآيات: 24، 25.
من يتكلم: إنه الرسول الذى يتلقى الوحى مباشرة من السماء ويؤمن بعقيدته تمام الإيمان بل هو الداعى والنبى المرسل لارشاد الناس لها ولكنه يقول نحن أو أنتم على هدى ولم يقطع لنفسه بالحق فى مجريات الحوار رغم ايمانه الكامل بدعوتهما الموضوع المتناول: إنه موضوع عقادئى وليس اختلافا فكريا أو سياسيا، ولكن ذلك لم يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يتناوله بهذا الشكل الرائع.فمن باب أولى أن يكون حوارنا حول أى خلافات فكرية وسياسية بل وحتى العقائدية أن يكون بصوت هادئ متزن عقلانى موضوعى .
د.محمد جمال حشمت فى حال دخولنا للحوار وكل واحد مقتنع بفكرته ويعلن صحتها واحتكاره للحق وبطلان فكرة الآخر، إذا فقد تحول الحوار إلى حوار كفار.انت تراه كافرا وهو يراك كافرا ويصبح الحوار حوار طرشان.


2- قدم سلعتك بمميزاتها وليس بعيوب السلع الأخرى
فى الأصل أن تقدم سلعتك وفكرتك بعرض مميزاتها هى فى نفسها، ولا يكون البدء بذكر عيوب السلع الأخرى ومساوئها ونقائصها، وأن تكون على ثقة تامة أن السلعة الجيدة ولا شك ستفرض وجودها فى منافستها مع السلع الردئية.هذا لا يمنع بعد أن تنتهى من عرض سلعتك بمميزاتها أن تتحدث عن مساوئ السلع الأخرى، ولكن حتى يكون كلامك مقبولا وحياديا عليك أن تذكر ولو مجملا محاسن السلعة الأخرى.

3- استخدام المنطق المعكوس ماذا لو ؟؟
فى بعض الأحوال يكون الرأى والفكرة والموقف ليس هو الصحيح ولكنه فى ذات الوقت هو أصح الخيارات والأفكار المطروحة.كونه ليس صحيحا صحة مطلقة بالتأكيد سيجعل عليه بعض النقائص والملاحظات ولو استدركت لها فالبتأكيد لن ينتهى الحوار ولن تصل لاقناع الآخرين. هنا يكون من المفيد جدا أن تلجأ لاستخدام المنطق المعكوس لتفنيد الخيارات الاخرى والوصول لقناعة أن هذا الخيار هو أفضل خيار ممكن، وإن لم يكن الخيار الصائب فإنه أصوب ما يمكن.
مثال " انتخابات فى ظل عملية انتخابية غير نزيهة، يكون هناك حلان أحدهما المشاركة حتى وان كانت الانتخابات غير نزيهة ورأى آخر سيكون بالمقاطعة"وبالتأكيد كلا الحلين ليس الصواب فالصواب ان تتم انتخابات نزيهة ولكن عدم امكانية هذا الصواب فيجب هنا اختيار أصوب الأمرين وفق المعطيات الموجودة وبالتالى تبنى هذا الرأى وتفنيد الرأى الآخر على طريقة ماذا لو تبنينا هذا الرأى الآخر ..

4- أعلن اتفاقك مع ما تؤيده من كلام المخالف
اذا كان هناك نقاط اتفاق بين رأيك ورأى محاورك فاحرص على أن تعلن بوضوح اتفاقك معها وتأييدك لها، فهذا من شانه أن يكسبك ثقة محاورك وثقة متابعى الحوار.
5- اللباقة وسرعة الرد
هى مهارة مكتسبة بمرور الوقت وكثرة الحوارات ومن قبل ذلك توفيق الله عز وجل. وتستدعى هذه المهارة هدوء النفس والذهن الحاضر.

فى أحد المؤتمرات قام أحد طلاب الإخوان المسلمين وتكلم عن أن الطلاب تحركوا فى هذا العام من أجل الإصلاح، فقاطعه ا. جورج اسحق المنسق السابق لحركة كفاية قائلا: "تحركنا من أجل التغيير لا من أجل الإصلاح"، فبهدوء واتزان أجاب الطالب : " لأن يأتى الإصلاح على يد من هم فى الحكم الآن احب إلينا من أن ياتى على أيدينا" فى أشارة واضحة ورائعة لتقديم هدف الإصلاح أيا كان من يقوم به على وسيلة التغيير.

ليست هناك تعليقات: