فى معظم الحوارات لا يتقصر الأمر على أطراف الحوار فحسب بل غالبا يكون هناك متابعين للحوار، مثل الحضور لمؤتمر أو ندوة ما وكذلك المشاهدون من خلال التلفاز أو المستمعون من خلال المذياع وأيضا المتابعين من خلال المنتديات الحوارية.وأغلب الأحيان يكون المتابعون للحوارات أكثر استعدادا لتقبل الفكرة والرأى الأكثر اقناعا من قبل المتحاورين، حيث أن معظمهم لا يكون قد كون رأيا مسبقا تجاه فكرة معينة مما يجعل اقتناعه بالرأى الأصوب أسهل. ونستعرض فيما يلى بعضا من النقاط المهمة تجاه متابعين الحوار
أولا: واجبك كمحاور تجاه المتابعين
1- توضيح مفردات الحوارفى حال وجود متابعين للحوار،
فينبغى أن يشغلوا جزءا من تفكيرك كمحاور، ويتطلب ذلك وضعهم فى مجريات الحوار، فأحيانا يكون سياق الحوار واضحا جدا لأطراف الحوار ولكن هناك خلفيات مفقودة لدى المتابعين مثل بعض المصطلحات أو ترتيب للأحداث، مما يتطلب منك أن تحاول توضيح تلك الأمور للمتابعين على طول خط الحوار حتى لا يشعر المتابع أنه فقد تواصله وتتبعه للحوار
2- إشراكهم فى الحوار
من المهم أن تجعل للمتابعين دور إيجابى فى الحوار ولا يتوقف دورهم عند المشاهدة فقط، بل يفضل قدر المستطاع أن تتاح لهم فرصة المداخلة فى الحوار وطرح آرائهم وأسئلتهم على المتحاورين. ويمكن من خلال تلك المداخلات والأسئلة أن تعرف مقدار وصول رسالة الحوار لهم والحصول على تغذية عكسية تجاه أداء المتحاورين وتأثيرهم على المتابعين.
3- لا تمارس دور الوصاية عليهم ولا تتحدث باسمهم
من أكثر الأمور التى من شانها أن توجد فجوة بين المتحاور والمتابعين هى شعورهم بان المحاور يمارس دور الوصاية على عقولهم وأفكارهم وأنه يخول لنفسه أن يختار ما يصلح لهم وما لا يصلح، وبحكم اعتزاز كل شخص بفكره وعقله فسيكون هذا التصرف غير مقبولا لدى جمهور المتابعين، لذا يجب أن تطرح الأمور بموضوعية متجنبا الحجر والوصاية على عقلية المتابعين أو أن تتحدث باسمهم وتطلق أحكاما نيابة عنهم، فقط تحدث عن رأيك حتى وان كان عليه إجماع من المتابعين تحدث به على انه رأيك الذى تعتقده وأنه غير ملزم للباقيين.
4- تواصل معهم
قد لا تتاح الفرصة للمتابعين أن يسألوا ويتناقشوا مع المتحاورين حول أطروحاتهم من خلال الحوار، لذا يفضل أن تترك وسيلة يسهل بها أن يتواصل المتابعون معك كمحاور بعد انتهاء وقت الحوار ، مثلا من خلال رقم هاتف أو بريد اليكتروني أو عنوان موقع أو مدونة ...
5- تخيل ما يريدون ويطلبون ويسألون
حاول أن لا تقصر حوارك فى حيز من يحاورك وأفقه وتفكيره، بل عليك أن تحاول استيعاب اختلاف مستويات المتابعين فكريا وثقافيا وتحاول أن تكون فى خطابك وحوارك على مسافة متساوية من الجميع، وأن تتوقع الأسئلة والاستفسارات التى تدور فى أذهان المتابعين وتجيب عليها وتوضحها.
6- لا تثقل عليهم بما لا يعنيهم فى الحوار، مثل بعض الامور الشخصية الخاصة بالمتحاورين و التى لا تفيد الحوار.
ثانيا : أن تكون من المتابعين:
1- احضر الحوار من أوله
احرص على أن تتابع الحوار من بداياته حتى تستطيع ان تكون رأيا كاملا غير منقوص حول الموضوع وحول المحاورين، وحتى تكون مشاركتك من خلال طرح غير مكرر وسؤالك لم يكن قد أجيب عليه فى الجزء الذى فاتك من الحوار.
2- شارك
احرص على أن تكون مشاركا فى الحوار فى حال كان ذلك متاحا من خلال مداخلة أو كتابة سؤال حول ما يجول ببالك.ولكن احرص على أن تكون موجزا محددا، حيث أنه فى الغالب ستكون المساحة الزمنية المتاحة لك قصيرة للمشاركة فى الحوار.
3- قف على مسافة متساوية من المتحاورين
فى تعاملك الانسانى مع المتحاورين عليك أن تحرص قدر الإمكان بأن تساوى بينهم، فخطأ شائع يقع فيه المتابعون للحوار وهو أنهم يوجهون اهتمامهم فقط لمن يتناغم مع فكرتهم، حتى لنجد فى بعض الأحيان من يبدأ مداخلته بأن يختص فقط من يؤيد فكرته بالسلام والتحية ويتجاهل تماما الطرف الآخر وان يحفظ الألقاب لمن يؤيده ويسقط الألقاب مع مخالفه. مما يسيئ ويترك انطباعا سيئا لدى المخالف ولدى باقى المتابعين. وبالتأكيد المسافة المتساوية فى التعامل الإنسانى لا تمنع أن تطرح وجهة نظرك بالشكل الكامل حتى وان كانت مختلفة تمام الاختلاف مع طرح أحد طرفى الحوار ولكن فى شكل هادئ وموضوعى كما سنتكلم لاحقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق